جدول المحتويات
الاخبار (نواكشوط) – طالب الأمين العام للاتحاد العام للعمل والصحة المصطفى ولد إبراهيم جميع الأطراف بالابتعاد عن محاولة الضغط على خيارات العمال، مؤكدا أنه ينبغي أن يكون هناك حياد تام، وهذه هي الضمانات التي أعطتها الحكومة.
وأضاف ولد إبراهيم في مقابلة مع وكالة الأخبار المستقلة أنه مع انطلاق حملة انتخابات التمثيلية النقابية، وحتى بعد الانطلاقة بدأت تأتيهم شكاوى من اتصالات من قبل بعض الأطراف حول الضغط على خيارات بعض العمال.
وقال ولد إبراهيم إن هذه الاتصالات يجب أن لا تؤثر على خيارات العمال، مردفا أن العمال يجب عليهم انتخاب من يناسب طموحاتهم في تحقيق العرائض المطلبية، ويحقق المطالب ويصون المكاسب.
وتحدث ولد إبراهيم في المقابلة عن العديد من المواضيع الأخرى.
فإلى نص المقابلة:
الأخبار: كيف تقومون ظروف تنظيم انتخابات التمثيلية النقابية؟
ولد إبراهيم: بداية، أشكر وكالة الأخبار المستقلة على إتاحته هذه السانحة المهمة في هذا الحدث الوطني الكبير الذي يخص الشغيلة الموريتانية، ويخص الشغيلة في العالم ككل، وهو تحديد التمثيلية النقابية.
موريتانيا لأول مرة تتقدم لهذه الخطوة، وتعد مكسبا حقيقيا يخص الشغيلة، يكاد يكون موقع إجماع من كافة الأمناء العامين للمركزيات العمالية والنقابيين المهتمين بالحقل.
نشارك في هذه الانتخابات الاستحقاقية باسم الاتحاد العام للعمل والصحة في موريتانيا، هذا الاتحاد يتشكل من عدة قطاعات حكومية، قطاع الصحة، وقطاع العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة، والوظيفة العمومية والعمل، هذا الاتحاد له انتشار جغرافي كبير حيث يمتد على عموم التراب الوطني 15 مندوبية جهوية، إضافة إلى أقطاب رئيسية، ويمتلك أقساما على عموم المؤسسات الناشطة في هذه القطاعات، وفي كافة المؤسسات الاستشفائية وطب الشغل بالإضافة الى مؤسسات التأمين والتضامن الصحي.
نحن في الاتحاد تقدمنا إلى الانتخابات الحالية باعتبار أنها حقيقة مستحقة وتفيد بشكل كبير في تقدم الحقل النقابي والحد من التشرذم، وضمان أن تكون هنالك رؤية واضحة لتنظيم هذا الحقل، وأن تكون هناك نقابات مفرزة بانتخابات شفافة تضمن وجود نقابات ترفع صوت العامل، ولا يمكن أن يكون ذلك إلا بمثل هذه الاستحقاقات حيث يفتح المجال أمام العمال الموريتانيين في قطاع الوظيفة العمومية والعمل وفي مختلف المؤسسات في القطاع الخاص والقطاع العام لضمان وجود تمثيلية نقابية بشكل شفاف وديمقراطي.
اتحادنا شارك في هذه السنة في الانتخابات في ثلاثة قطاعات حكومية، أتمنى إن شاء الله أن يوفق اتحادنا في هذه القطاعات، كما أتمنى أن تسير هذه الانتخابات بشكل شفاف بعيدا أي تدخل من أي طرف، وهذه هي الضمانات التي ضمن وزير الوظيفة العمومية والعمل، وكذلك الوزير المكلف برئاسة لجنة الإشراف على انتخابات التمثيلية العمالية، هناك ضمانات واضحة من الحكومة بالتزام الحياد التام من كافة الأطراف النقابية والسماح لهذه الانتخابات أن تكون انتخابات مهنية صرفة، وهنا أؤكد أنه لا توجد نقابة للدولة أو نقابة للمعارضة، هناك نقابات مهنيه تترشح للائحة مصوتين، وهم الموظفون والوكلاء العقدويون للدولة، ويجب أن يبتعد جميع الأطراف عن إيهام بعض العاملين والابتعاد عن محاولة الضغط على خيارات العمال، يجب أن يكون هناك حياد تام، وهذه هي الضمانات التي أعطت الحكومة مشكورة.
نشكرها على هذه الخطوة التي انتظرناها كثيرا، منذ 2014 ونحن ندخل في الكثير من النقاشات والحوارات الداخلية في القطاعات الحكومية من أجل أن نصل إلى هذا اليوم، وهو انطلاق التمثيلية النقابية في الوطن.
مع انطلاق الحملة، وحتى ما قبل انطلاق الحملة بدأ يصلنا من بعض القيادات النقابية ورؤساء النقابات المهنية وكذلك بعض المنتسبين والعاملين في المرافق الصحية والمؤسسات في قطاع العمل الاجتماعي أن هناك بعض الاتصالات والضغط يجري عليهم من قبل بعض الأطراف، أريد أن أوضح للجميع أنه لا يوجد إلا الحياد التام، وهذه هي الضمانات التي أعطت الحكومة ولا يوجد أي تداخل بين العمل السياسي والعمل النقابي، يجب علينا كمهنيين أن نكون نخبويين، ونحكم ضمائرنا في الانتخابات، وننتخب من يناسب طموحاتنا في تحقيق عرائضنا المطلبية، ويضمن أن يرفع من الحقل النقابي ويحقق المطالب ويحافظ على المكاسب في جو من الاحترام، كما يجب أن يتسم بالمسؤولية المتبادلة والسكينة العامة في عموم مراحل هذه الحملة.
نتمنى أن تكون الرؤية واضحة، وأن أي اتصال من أي كان يجب أن لا يؤثر على خيارات العمال، نحن جميعا نقابيون أو منتسبون في النهاية أبناء هذا الوطن لكل واحد منا موقفه السياسي وخياره، منا من هو في النظام أو مع أحزاب المولاة أو الأغلبية، هذه خيارات لأفراد فيما يخص مواقف سياسية وقراءات لبرامج تنموية لأحزاب سياسي تتقدم للشعب الموريتاني، هذا يختلف تماما عما يجري اليوم في العملية النقابية، ما يجري في العملية النقابية هو تقديم مشاريع وبرامج لنقابات تتقدم بعرائض مطلبية، يجب أن تكون هذه العرائض بمستوى طموحات العمال، ويتم التنافس ما بين هذه النقابات بشكل شفاف وواضح يضمن للعامل أن يمتلك خياره بدون أي ضغط، حتى يعبر عن صوته بشكل مناسب.
اخترت البداية بهذا لأننا دائما نضيع بعض الفرص الثمينة مثل هذا النوع من الفرص، ويضيع ببعض الأمور غير النخبوية، ينبغي على السياسيين والأطراف والإدارات وغيرها أن تقف موقف المتفرج على هذه العملية، وتقوم بدورها في الأبعاد الفنية والتنظيمية فقط، وتترك العمال ليختاروا بدون أي ضغوط، وفي النهاية من سيختاره العمال يجب علينا جميعا رابحين أو خاسرين – وأتمنى أن أكون من الرابحين – أن نحترم هذه النتائج ونمارس عملية ديمقراطية تطور من مؤسساتنا النقابية، كما نسعى إلى تطوير الحقل السياسي وحقل المجتمع المدني وغيره، يجب أن يكون لنا دور في تطوير العمل النقابي ذلك أن العمل النقابي عمل نبيل والعالم تقدم في تقدير الشغيلة الوطنية باعتبارها الضامن للسلم الاجتماعي، وأصبح يصف العمال بحكومات الظل نتيجة لأدوارهم الكبير في التنمية والسلم الاجتماعي، وهذا ما يجب تنميته في الأجيال وأن نحاول إعطاء المثال الحسن في هذا الاتجاه.
الأخبار: ما هو تقييمكم لانطلاقة الحملة الانتخابية؟ وما الضمانات التي ترون أنها كفيلة بجعل الانتخابات الحالية حرة ونزيه وشفافة؟
ولد إبراهيم: شكرا، فيما يخص انطلاق الحملة بالنسبة لنا في الاتحاد احترمنا الوقت المحدد الساعة صفر المحدد من طرف اللجنة المشرفة على انتخاب التمثيلية النقابية، وأطلقنا حملتنا في جو من الأريحية مع ضمانات أمنية مريحة، وكانت هنالك تسهيلات واضحة من الطرف الإداري في إعطاء التراخيص وتنسيق العمل بشكل جيد، وكذلك كانت تلبية النقابات والمنتسبين والنقابات الداعمة، الاتحاد نال تزكية ما يقارب 22 نقابة مهنية، منها نقابات منضوية في الاتحاد وهي الأكثرية، و هناك نقابات مهمة كنقابات الاخصائيين ونقابة الأطباء العامين والصيادلة، كما دعمتنا الكونفدرالية الموريتانية، وهذا يدل على مصداقية الاتحاد الذي أصبح عمره في الميدان يقارب العقدين من الزمن. الاتحاد منفتح على جميع الشركاء، ونؤمن أنه كلما توحدت قوى العمال كلما استطاعوا تحقيق أهدافهم.
فيما يخص الإشراف على العملية وضمان الشفافية، العملية مرت بمراحل؛ فيها ما هو مقبول، وفيها ما هو متوسط، وفيها ما لا يوافق آراءنا، لكن الرأي العام ملزم لنا، ونحن في النهاية شركاء مع أرباب عمل ومع حكومة وما وقع عليه الإجماع ملزمين به.
عموما، أعتبر أن العملية لحد الآن في جميع المراحل التي مرت بها فيها نوع من التشاور وإن كان قد لا يسير بالشكل المريح حسب ما وقفنا عليه في بعض المراحل، ولكن في عمومه مقبول، المهم الآن ليس تقييم المساطر الأولية للإعداد الانتخابات، المهم أن هذه الانتخابات تجري في جو ديمقراطي بعيدا عن أي إملاءات أو ضغوط أو تدخلات من أي طرف إداري أو حكومي أو سياسي، ويترك للعمال حريتهم في التصويت.
الأخبار: هل تؤمنون أن هذه الانتخابات ستفرز فعلا النقابات الأكثر تمثيلا؟ أم أن هناك شوائب قانونية أو إجرائية قد تؤثر على النتائج؟
ولد إبراهيم: الحقيقة أن العملية تسير بضمانات مقبولة تتماشى مع انتخابات ديمقراطية شفافة، وإذا طرأ جديد سنتكلم عنه في وقته، إلى حد الآن الحكومة تأخذ الحياد التام، وليست مع أي نقابة على حساب أخرى، ولا يوجد سياسيون يتدخلون في الحقل النقابي.
ويجب علينا في هذه اللحظة الفصل بين الحقل السياسي والحقل النقابي، وأن ترك للعمال خياراتهم، وعلى الحكومة أن يقتصر في دورها على البعد التسييري والتنظيمي للعملية، حتى تغلق صناديق الاقتراع فاتح نوفمبر في أجواء جيدة، وتفرز النتائج بشكل شفاف.
ولحد الآن لوائح المصوتين ما زالت فيها بعض النواقص، هناك منصة جيدة أعدتها الحكومة من أجل إطلاع العامل على اسمه في لوائح التصويت، هنالك بعض النواقص لكنها مقبولة، والحقيقة أننا كلما تقدمنا إلى المهندسين الفنيين في خلية المعلومات نجد تجاوبا كبيرا من طرفهم وتحل المشاكل والنواقص الموجودة.
الأخبار: ما هي الخطوات التي اتخذتموها لتوعية العمال للمشاركة في هذه الاستحقاقات؟
ولد إبراهيم: الاتحاد كانت لديه نظرة بعيدة لهذا الحدث، بدأنا الاستعداد له من 2014 عن طريق الانتشار الموجود للإقسام النقابية في عموم البلد والمندوبيات، ومع توفر الوسائط الاجتماعية وسهولة التواصل والتنسيق.
ونعتبر أن جميع بطاقات التصويت أصبحت في المتناول من أجل التعبئة على شكل بطاقة التصويت والشعارات المطلوبة، وفي النهاية هناك بعض المسارات ستقوم به القيادات من خلال الاجتماع بالقواعد في عموم المؤسسات في العاصمة وفي الداخل، وأتوقع أن الوقت سيكون كاف للتواصل، وفي النهاية أتمنى التوفيق للجميع.
الأخبار: ما بعد النتائج… في حال لم تحققوا نتائج متقدمة، هل ستقبلون بالنتائج كخطوة نحو تنظيم الحقل النقابي؟
ولد إبراهيم: بطبيعة الحال، أي منافس شريف في الحقل النقابي، وفي مناسبة ديمقراطية توفرت لها كافة الضمانات والظروف لتكون انتخابات شفافة يجب على الجميع أن يعترف بنتائجها سواء كنا رابحين أو خاسرين، أتوقع أن هذا هو الأمر الطبيعي في الممارسة الديمقراطية، وفي المنافسة بين من يشتركون في حقل واحد، وما تفرزوه صناديق الاقتراع هو خيار العامل، ويجب احترام خياره، إن كنا من الرابحين وهذا ما نتوقعه ينبغي أن نكون عند مستوى تطلعات العامل، وإذا كان غير ذلك فنتمنى للفائزين التوفيق في مهمتهم، في النهاية هذه هي النقابة التي لها حق التمثيل لأربع سنوات قادمة، ونتمنى التوفيق للفائزين.
الأخبار: في حال فزتم بالتمثيلية النقابية، ما هي أولوياتكم لإصلاح الحقل النقابي؟ وهل لديكم خطة لإعادة الثقة بين النقابات والعمال؟
ولد إبراهيم: في الحقيقة، بالنسبة لنا في الاتحاد يمكن القول إن الغالبية العظمى في القطاعات العاملة معنا لا تعاني من انعدام الثقة بين العمال والنقابات، ولكن تبقى هناك بعض الآراء المحترمة والمقدرة، ونعتبرها نوعا من تغذية الهيئات من داخلها، ذلك أن تعدد الآراء يعطي حيوية داخل الهيئات، ولم نلمس أو نشعر بأي تشكيك في الخط النقابي من طرف المنتسبين والعاملين معنا ولا في الساحة ككل.
الأخبار: هل أنتم منفتحون على التنسيق أو التحالف مع نقابات أخرى بعد الانتخابات؟ أم تفضلون العمل بشكل مستقل؟
ولد إبراهيم: نحن في الاتحاد نؤمن بالشراكة والاتحاد، وأبوابنا مفتوحة لجميع النقابات المهنية وجميع العاملين في هذا القطاعات من أجل التقليل من التشرذم، نتمنى أن تكون هذه التمثيلية النقابية التي يجري العمل عليها تعطي النتائج المرجوة، نرحب بكافة الشركاء النقابين، ومنفتحون على الجميع وليس لدينا موقف من أي شريك نقابي.
الأخبار: هل هناك تداول فعلي على المسؤوليات داخل نقابتكم؟ وما موقفكم من ظاهرة “الزعامات الأبدية” في العمل النقابي؟
ولد إبراهيم: هذا سؤال وإشكالية مطروحة، ويتماشى مع مستوى الوعي لدى الشعب ولدى العاملين في نفس الوقت، التداول على المؤسسات سواء كانت حزبية أو نقابية أو منظمات مجتمع مدني مطروح، لكنه يرجع إلى مستوى قدرة هذه الهيئة على توعية منتسبيها حتى يكون من بينهم طاقات وقدرات قادرة على حمل المشعل لمواصلة المسار، وهذا غالبا يترك لخيارات المصوتين في المؤتمرات النقابية، من سيصوتون له هو من سيتولى الرئاسة.
بالنسبة لنا في الاتحاد لم نحدد آجالا محددة لتبادل قياداتنا النقابية، لم تلزم نصوصنا قياداتها بأن تكون هنالك مأمورية أو اثنتان أو ثلاثة، ولكن هناك مشروع نقابي نحمله كقيادات سابقة للاتحاد، ونتمنى لهذا المشروع أن ينمو ويتطور حتى يصل إلى مستوى يكون التبادل فيه سهلا، والأبواب مفتوحة من ناحية آليات الانتخاب، والخيار يبقى للعاملين والمصوتين في المؤتمرات النقابية.
الأخبار: هل لديكم موقف من النقابات التي قاطعت الانتخابات؟
ولد إبراهيم: هناك بعض الشركاء والزملاء النقابين لهم موقف مغاير، لكن في الحقيقة معظم المركزيات النقابية وافقت ووقعت على إجراء الانتخابات، بقية النقابات لهم رأيهم ويحترم لهم هذا الرأي، طبعا زملاء ونقدر هذا الموقف الذي يخصهم، لكننا لم نجد له أي مبررات واضحة، وجدنا آليات واضحة، وذهبنا في اتجاه المصلحة التي تقتضي أن ندخل هذه المرحلة، وكل بداية تواجه بعض الصعوبات والاشكالات التنظيمية والفنية، وفي النصوص التنظيمية، ولكن هذه تجربة أولى في البلد يمكن أن تطور، المهم أن لا نبقى عن باقي الدول في الجوار التي نظمت هذه الانتخابات منذ سنوات، ينبغي إجراء التمثيلية النقابية ثم نطورها مع الوقت حتى نتغلب على كافة الملاحظات الموجودة عند الجميع.
الأخبار: في الختام، هل من كلمة أخيرة؟
ولد إبراهيم: في الختام أشكركم، على إتاحة هذه الفرصة، وأدعو كافة العمال والموظفين ووكلاء الدولة إلى التوجه يوم 01 نوفمبر إلى صناديق الاقتراع بطريقة مسؤولة حتى نتمكن من الحصول على نسبة مشاركة كبيرة، التحدي دائما يكون نسبة المشاركة، لأن العمال لا نجد فيهم غالبا ذلك الحماس والحيوية والوعي بأهمية العمل النقابي، العمل النقابي عمل نخبوي، عمل في الحقيقة كبير، ويعتبر من الأعمال الجليلة لمن يدرك قيمته، لكن ذلك يرجع غالبا لمستوى المصوتين والعاملين ووعيهم بأهمية الحقل، نلاحظ في السنوات الأخيرة أنه حدثت طفرة في مستوى الوعي النقابي، ونعول على أن تكون نسبة المشاركة كبيرة، ونسبة التصويت كبيرة للاتحاد العام للعمل والصحة في هذه الانتخابات وعلى اللوائح التي تقدم بها، ونتمنى لكافة المشاركين التوفيق.